فادية العتيبي- تنوّعتِ الثّقافات، وتلاقتِ الحضارات، وامتزجتِ اللّهجات، في تظاهرةٍ ثقافيّة، جاءتِ انعكاسًا لأبعادِ التّعايشِ والتّنوّعِ الثّقافيِّ بين الشّعوبِ المختلفة، ورسّخت كلَّ ما خلّفه الأجدادُ من تراث، وتاريخ، عريق؛ فكان حاضرًا بكلِّ شموخ، احتضنها مدرجُ الحسنِ بنِ طلال في عمادةِ شؤونِ الطّلبةِ في الجامعةِ الأردنيّة.
تلك التّظاهرةُ الّتي احتضنت فعاليّاتُها المتنوّعةُ أروقةَ العمادة، تمثّلت في "معرض التّراث الدّوليّ" الّذي نظّمه مكتبُ الطّلبةِ الدّوليّين، بمشاركةِ جاليّاتٍ طلّابيّةٍ تمّثلُ (18) دولةً عربيّةً وعالميّة؛ ليكونَ جسرًا يربطُ ما بين الحضاراتِ المختلفة، ومنصّةً للتّعرّفِ على التّنوّعِ الثّقافيّ الّذي يربطُ الأسرةَ الجامعيّةَ الواحدة، وتحت مظلّةِ أمّ الجامعات؛ الجامعة الأردنيّة.
فإذا كنتَ من المهتمّينَ بثقافةِ الدّولِ المختلفة وتراثِهم؛ فلا تفوّت فرصةَ زيارةِ معرضِ التّراثِ الدّوليّ، والتّجوّلَ في أجنحتِه الّتي حملت في عناوينها؛ أسماءَ الدّولِ المُنَظِّمة له المشاركةِ في المعرض، والاطّلاعَ على ما يُعرَضُ من رموزٍ ومقتنياتٍ تراثيّة، مثل التّحف، والملابس، والمنشورات التّاريخيّة، والصّور، والملابس، حتّى الأطعمةِ والحلويّاتِ والمأكولاتِ التّقليديّةِ الّتي تشتهرُ بها تلك الدّول.
وفي كلمةٍ ألقاها في حفلِ الافتتاحِ مندوبًا عن رئيسِ الجامعة، الدكتور نذير عبيدات؛ قالَ نائبُ الرّئيسِ للكليّاتِ العلميّة الدكتور أشرف أبو كركي: "إنّه لشرفٌ كبيرٌ أنْ نحتفيَ اليوم بتنوّعِ الثّقافاتِ والتّجارِب الفريدة، وإنّ وجودَ الطّلبةِ من الدّولِ المختلفةِ بيننا، يغني لا ريب مجتمعَنا الأكاديميّ، ويعزّزُ روحَ التّعاونِ والتّفاهمِ بينَ الشّعوب"، شاكرًا لهم اختيارَهم الجامعةَ الأردنيّةَ للدّراسةِ فيها، وداعيًا إيّاهم إلى الاستفادةِ من الفرصِ المتاحةِ لهم كلّها، سواء أكانت أكاديميّة، أم اجتماعيّة؛ في سبيلِ تحقيقِ أحلامِهم وطموحاتِهم.
وأضافَ أثناءَ حفلِ الافتتاحِ الّذي جاءَ بحضورِ عددٍ من السّفراء، والمستشارين، والملحقينَ الثقافيّينَ العربِ والأجانب، و نوّابِ الرّئيس، وعمداءِ الكليّات، وأعضاءِ الهيئتينِ التّدريسيّة والإداريّة، وحشدٍ كبيرٍ من طلبةِ الجامعة؛ الأردنيّين، والدّوليّين: "إنّنا نؤمنُ بأنّ التّعليمَ جسرٌ يربطُ بين الثّقافات، وأنّ كلَّ واحدٍ من الطّلبة يحملُ تجرِبةً خاصّة ومواهبَ فريدة"، مؤكّدًا دعمَ الجامعةِ لهم في رحلتِهم الأكاديميّة، ومتطلّعًا إلى رؤيةِ إسهاماتِهم في مجالاتِهم المختلفة.
وأوضحَ أبو كركي أنّ الجامعةَ الأردنيّة، وفي الأمس القريب، حلّت ضمنَ أفضل (400) جامعةٍ في العالم، وفقًا للتّصنيفاتِ العالميّة، فضلًا عن أنّها الأولى محليًّا، والتّاسعةُ عربيًّا، وفقَ أغلب التّصنيفات، إلى جانبِ حصولِها على جائزةِ الجامعةِ الرّسميّة المتميّزة، منوّهًا إلى أنً هذا كلَّه لم يأتِ من فراغ، بل بفضلِ جهودِ كوادرِ الجامعةِ مجتمعةً الّتي عملت من أجلِكم أنتم، ومن أجلِ أن يكونَ المستقبلُ معبّدًا أمامكم حتّى تكونوا مستقبلَ بلادكم، وخيرَ سفراءَ لجامعةٍ هي "الأردنيّة".
وأشارَ إلى خضوعِ الطّلبةِ من أردنيّينَ ودوليّينَ إلى تجرِبةٍ فريدة من نوعها، أُدمجت فيها الخططُ بما يقابلها من تكنولوجيا وذكاءٍ اصطناعيّ، وإدراجِ برنامجٍ خاصّ للإعدادِ الوظيفيّ، وبرنامجٍ آخرَ لتعزيزِ المهاراتِ واللّغاتِ بعدّها متطلّباتٍ إجباريّةً للتّخرّج، إلى جانبِ تسليحِكم بالعلمِ والمعرفةِ العميقة؛ وهذا يسهمُ في ردمِ الفجوةِ بين الجانبِ النّظريّ، والجانبِ التّطبيقيّ؛ فتكونوا الأقوى منافسةً والأكثرَ استقطابًا في سوقِ العمل.
ومن جانبه، أعربَ عميدُ شؤونِ الطّلبة، الدكتور صفوان الشياب، عن فخرِه واعتزازِه بأن تكونَ الجامعةُ الأردنيّةُ موطنًا لأكثر من (80) جنسيّة، وأنّها تحتضنُ الطّلبةَ الدّوليّينَ الذّين ليسوا فقط طلّاب علم، بل هم سفراءُ بلادِهم، ورسلُ الثّقافةِ والتّفاهم، مشيرًا إلى أنّ دورَهم لا يقتصرُ على الدّراسةِ فقط، بل هم أيضا يغنون حياتَنا الثّقافيّة، ويعزّزونَ التّفاهمَ الإنسانيّ، منوّهًا إلى أنّ الحفلَ يعدّ دعوةً للتّعرّفِ على العالم بعيونٍ جديدة، والتّعبيرِ عن فخرِكم بثقافاتِكم، وتكونوا جزءًا من هذا النّقاشِ الثّقافيِّ الغنيّ.
وقال الشياب:" إنً العلمَ نورٌ يهدي خطاكم في هذه الحياة، وهو السّلاحُ الأقوى الّذي به تستطيعون تحقيقَ أحلامِكم وبناءَ مستقبلكم، ومع كلّ فرصةٍ للتّعلّم، تفتح أمامكم، آفاقًا جديدة"، حاثًّا إيّاهم بأن يجعلوا الدّراسةَ أولويّتَهم، وأن يبذلوا قصارى جهدِهم للنّجاح والتّفوّق، وأن يجعلوا من حاضرِهم مفتاحًا لمستقبلهم.
وعن الطّلبةِ الدّوليّين ألقى الدكتور حسن الذنيبي كلمةً شكرَ فيها المملكةَ الأردنيّةَ الهاشميّة؛ ملكًا، وحكومة، وشعبًا على حسنِ الضّيافة، والجامعةَ الأردنيّة على جهودِها المتواصلةِ في متابعةِ الطّلبةِ الدّوليّين، ورعايةِ شؤونهم، وتلبيةِ احتياجاتهم، مؤكّدًا فخرَه واعتزازَه بانتماءِ الطّلبة الدّوليّين إلى الجامعةِ الأردنيّةِ الّتي يُباهى بمنجزاتِها، ومكانتِها الأكاديميّة الرّفيعة، وسمعتِها الطّيّبة.
وتخلّلَ حفلَ الافتتاحِ فقراتٌ فنّيّةٌ متنوّعةٌ سلّطتِ الضّوءَ على إرثِ عددٍ من الدّولِ وحضارتِها، مثل: المملكة العربيّة السّعوديّة، والكويت، وفلسطين، وسوريا، ومصر، وإندونيسيا والعراق، وعمان، واليمن، تضمّنت فقرةً لإلقاءِ الشّعر تغنّت ببلدانِهم والأردنِّ الّذي يحتضنُهم؛ قيادةً وشعبًا، وأخرى تعرضُ أداءً حركيًّا لموروثِنم الشّعبيّ.
ويشكّلُ المعرضُ الّذي يقامُ سنويًّا فرصةً فريدةً لتبادلِ الثّقافات، والمعلومات، والمعرفةِ الإنسانيّة بين جموعِ الطّلبة، وعرضِ تسلسلِ الحقبِ التّاريخيًة، ومراحلِ التّطوّرِ الّتي شهدتها الدّولُ في ميادينِ الحياةِ المختلفةِ عبرَ صورٍ توثّقُ لذلك، مع الحفاظِ على التّراثِ والإرثِ التّاريخيّ والحضاريّ لها.
واشتملَ المعرضُ عددًا من الأجنحة؛ عرضت لمقتنياتٍ تحكي تاريخَ الدّول وتراثَها وثقافتَها؛ لما تضمّنته من أدواتٍ تراثيّة، وصناعاتٍ تقليديّة، وصورٍ لمدنٍ وعواصم، وأماكنَ أثريّة، وسياحيّة، وتراثيّة، وملبوساتٍ وحليّ تقليديّة، وأزياء شعبيّة، إضافةً إلى أصنافٍ من الأطعمةِ والحلويّاتِ المتنوّعة التّقليديّة.
وتجدرُ الإشارةُ إلى أنّ الدّولَ المشاركةَ في المعرضِ الّذي أقيم في كلٍّ من: قاعة المعارض، وقاعة معاذ الكساسبة، وبهو مدرجِ الحسن، هي: المملكة العربيّة السّعوديّة، والكويت، والعراق، وفلسطين، ومصر، وقطر، وسلطنة عمان، وإندونيسيا، وليبيا، وتركيا، وتايلند، وتونس، والسّنغال، والبحرين، وسوريا ، والصّين، واليمن، ونيجيريا، إضافةً إلى الأردنّ.
حضر افتتاح المعرض كل من:
سعادة السفير القطري الشيخ سعود بن ناصر بن جاسم آل ثاني.
سعادة السفير الكويتي الأستاذ حمد راشد المري.
سعادة القائم بأعمال الملحقية الثقافية السعودية الدكتور محمد بن خزيم الشمري.
سعادة السفير العراقي عمر البرزنجي.
الوزير المفوض البحريني نائب سعادة السفير حسين آل محمود.
سعادة السفير العماني الشيخ فهد بن عبد الرحمن العجيلي.
سعادة السفير الأندونيسي السيد آدي بادمو سارونو.
سعادة السفير التايلندي هير إيه سوبرارك برونغثورا.
سعادة نائب السفير اليمني السيد عمر مساعد.
الملحق الثقافي في السفارة الأندونيسية السيد عالم شاه.
الملحق الثقافي اليمني الدكتور راهيلا عمير.
الملحق الثقافي العراقي الدكتور خير الدين الأمين.
الملحق الثقافي لجمهورية مصر السيد عمرو صقر.
الملحق الثقافي الأكاديمي الليبي الدكتور أحمد البنوني.
الملحق الثقافي التونسي السيدة الزهراء بوحسين.
نائب المستشار الثقافي الفلسطيني عبير المراغي.
المستشار التايلندي السيد جاتورون كومبوسيا.
المستشارة في الملحقية الثقافية السورية الدكتورة منى اسمندر.
السكرتير الأول للشؤون الثقافية النيجيرية السيد زهر الدين محمد موسى.
السكرتير الأول للسفارة التايلندية السيد جيرايود ليثونكام.
نائب القنصل الفلبيني السيدة شيلا ماري أنداليس.
الملحق الثقافي في سفارة عمان/ سكرتير اول سالم بن سليمان الوهيبي.
و من جمهورية الصين: السيدة شي وي، المستشارة الثقافية في سفارة جمهورية الصين الشعبية في الأردن.
رئيس الجالية العراقية في المملكة الأردنية الهاشمية الدكتور محمد البلداوي.
رئيس القسم الأكاديمي في سفارة عمان الدكتور عبد الله عبيدات، وممثلين عن المركز الثقافي الروسي.